سيف الحق عضور مؤثر
عدد الرسائل : 75 العمر : 33 العمل : طالب المزاج : متفائل بالخير تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: وفي رمضان فساد إعلامي أيضا !! الأحد أغسطس 10, 2008 2:19 pm | |
| خباب بن مروان الحمد ما أن يبزغ هلال شهر رمضان ؛ لا تنفك كثير من وسائل الإعلام المرئيَّة والمسموعة والمقروءة ، بتقديم رصيدها الإعلامي الذي جمعته خلال عام كامل منذ أن انصرم شهر رمضان السابق ، وهكذا في كل الأعوام ، فحالة الإعداد والتجهيز والتحضير والتصوير والتقديم لأناس متخصصين في عرض المسلسلات والأفلام والمهرجانات تجري على قدم وساق لكل شهر رمضان قادم!!
تلك حالة مشاهدة يغنينا عنها الرصد والتتبع والاستقراء للكم الإعلامي المعروض الهائل ، والذي يلاحظه أدنى مشاهد للقنوات الفضائية ، حيث يتناوب كثير من فناني وفنانات الإعلام على تقديمها مع بدء شهر رمضان المبارك !
حقاً .. إنَّها حالة محمومة يتسابق فيها المفسدون بشتَّى أجناسهم وطبقاتهم ؛ لتوظيف الناس وإشغالهم في هذا الشهر الكريم لمتابعة برامجهم الساقطة ، مع دسِّ السمِّ في العسل حينا ، بعلَّة أنَّ تلك البرامج اجتماعيَّة أو ترفيهيَّة أو تعرض فيها المسابقات والفوازير الرمضانيَّة ! وأنَّ أرباب هذه القنوات والبرامج الفاضحة يريدون من ورائها أن يفرغوا رمضان من محتواه الحقيقي ويتحوَّل إلى موسم ومناسبة للأكل أو المسلسلات أو المسابقات التافهة ، كما يقول الكاتب (فهمي هويدي) بأنَّ (هؤلاء يريدون من رمضان أن يكون موسم ومناسبة أشبه بالكريسماس الذي يفترض أنه احتفال بذكرى ميلاد المسيح وتحول إلى موسم للتبضع وحفلات اللهو واختفى كل ما هو ديني وهيمن الدنيوي فهم علمنوا مناسبة ميلاد عيسى ويريدون المضي من المسلمين على هذا النحو ذاته ليكون تراجع تدريجي للعقدي والإيماني في هذا الشهر وتصاعد مقابل لكل ما هو مسل وعبثي ودنيوي من خلال الإعلام العربي)ا.هـ
[center]ومن الغريب أن نجد هناك فنَّانين وفنَّانات عرف عنهم الفسق وقلَّة الحياء ، يعرضوا في رمضان برامج تراثيَّة دينيَّة فيقوموا بتمثيل دور الأنبياء أو الصحابة أو التابعين ، ويدسوا السمَّ في العسل ، مدَّعين أنَّهم يقوموا بدور توعوي رمضاني.
إنني أتساءل : ما الذي يريده أصحاب هذه البرامج الموبوءة بالعهر والتثني ، والرقص والتغني ؟ ولم نجوم الدراما يتسابقون للحاق بخريطة رمضان التلفزيونيَّة بأشكال عديدة من البرامج التي يبدو من ظاهرها أنَّها اجتماعية أو فوازيريَّة أو حواراتيَّة ، وأمَّا بواطنها فإثارة للشهوات ، وتهييج للغرائز ، قاضين أوقاتهم لأجل ذلك ما بين التصوير والمونتاج ، والمكياج والمكساج ؟!
وما الفائدة من عرض قصص الحب والغزل في شهر رمضان الكريم المأمور بقضاء الوقت فيه بذكر الله وعبادته والتصدق فيه وإطعام الطعام للفقراء والمساكين وخدمتهم وقضاء حوائجهم؟ ولم تعرض تلك البرامج التراثيَّة بالصورة التي تشوِّه المجاهدين الأقدمين والعلماء الأسبقين؟ !!! إني لا أفهم من ذلك إلاَّ ما أخبرنا عنه ربّ العزة والجلال حين قال ـ وقوله الحق والصدق ـ : ( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً). لقد كان الفسقة الأقدمون يدارون الناس ويسايرونهم في شهر رمضان ولا يجرؤوا أن يبدوا ما لديهم من فساد ، فهذا أبو نواس الشاعر الماجن كان يستحي من إظهار المعصية في شهر رمضان ويقول : منع الصوم عقاراً وذوي اللهو فغارا وبقينا في سجون الصوم للهم أسارى غير أنَّا سنداري فيه ما ليس يدارى وأمَّا فسَّاق هذا الزمن فإنَّهم لا يجاملون النَّاس ، بل يبدون كلَّ ما لديهم من فسق ومجون ، بل قد تجدهم يتحيَّنون فرصة قدوم شهر رمضان المبارك لصرف الناس عن العبادة، ويختارون أوقاتاً جديرة بصرف القلب والقالب فيها للعبادة والطاعة ، فيختارون قبل وقت الإفطار وهو الوقت المشروع للعبادة والدعاء ، ويختارون ما بعد صلاة المغرب ، وكذا التراويح ؛ وذلك لعرض ما لديهم من برامج إعلاميَّة مغرضة ، كما أنَّ كثيراً منهم من يختار وقت صلاة الجمعة لبثِّ البرامج الخليعة والسيئة لصرف قلوب الشباب والناس عن طاعة الله وعبادته في هذا الوقت الجليل. إنَّها دعوة لأصحاب هذه القنوات ، ومنتجي هذه البرامج أن يعودوا إلى ربِّهم ويؤوبوا إلى بارئهم قبل أن يأتيهم الموت بغتة ، فتقول نفس يا حسرتا على ما فرَّطت في جنب الله ، ويا ويلتا على ما حملته من أوزاري وأوزار الذين أضللناهم بعلم وغير علم. • دور الإعلام الإسلامي في شهر رمضان الكريم : لا ريب أنَّ الإعلام هو السلطةالرابعة ولا أبالغ إن قلت إنَّ سلطته في هذا الزمن تعادل سلطة القوىوالمنظومات السياسية ، فالناس في هذا الزمن على دين إعلامهم ، وما يبثّهالإعلام هو الشيء الذي ستجده مكرّساً في أخلاق الناس وقيمهم وعاداتهموتقاليدهم ـ إلا ما رحم الله وقليل ماهم ـ. وعبر الفضائيات الفاسدة التي يمرّر من خلالها هذا العفن الفنِّي ، والتيتخلط في كثير من الأحيان العهر بالثقافة ينبغي أن نعترف نحن الإسلاميينبأنَّ هذه البرامج استقطبت واجتذبت الكثير والكثير من المشاهدين المسلمين. وعليه فما أجدر الإسلاميين أن يكون لهم دور قوي واضح وحيوي ومثير في زمن تصارع القوى الإعلاميَّة ، بتقديم البديل الإسلامي( ) الجيد والجديد والمفيد في ساحات القوى الإعلاميَّة، كي يتقن فنَّ اقتياد المشاهدين ، فنحن في عصر التأثير الثقافي والإعلاميولا شك ، والمهم أن يكون لدى الإسلاميين دور فعَّال في إدارة هذه الحقبةالزمنية الرمضانية بنوع من الرؤى والتصورات الإعلاميَّة الرشيدة الفاعلةوالفعَّالة في عصر التواصل المعلوماتي والتأثير الفكري . ومن الملامح الهامَّة ، والومضات المتواضعة التي نستطيع أن نقدِّم من خلالها بديلاً منضبطاً ، ونواجه بها الغزو الإفسادي الإعلامي: ـ أهميَّة الثبات على منهج أهل السنَّة والجماعة وعدم التنازل تحت ضغط الواقع. ـمحاولة تقديم البرامج المتميزة والجديدة الجادة غير المكررة فالتكراروخصوصاً في الجانب الإعلامي يحرق الورقة التي تراهن عليها القناة أوالبرامج الإعلامية الإسلاميَّة ، في قيمة برامجها ذات الأهميَّة والتجديدالمفيد. مع التنبيه على أهميَّة الابتكار والتجديد والإبداع التطويري للبرامجالإعلاميَة الإسلامية الهادفة ، ومحاولة إضفاء الجديد عليها وتقديمالبرامج الخاصَّة . ـ الموضوعيَّة وإضفاء المنهجيَّة المنطقيَّة التي لا تنحرف مع الاتِّجاهات المنحرفة. ـ المصداقيَّة وتقديم البرامج التي تعالج القضايا بعلمية وعملية بروح واقعيَّة. ـ الإثارة والتشويق بنَفَسٍ إسلاميَّة مرنة ومتزنة ومنضبطة بمنهج أهل السنَّة والجماعة. ـاستخدام أسلوب الترفيه المباح ، واللهو الجائز ، فكثير من النفوس ميَّالةبطبعها إلى الترفيه واللهو ، فإن لم يكن في هذه القنوات الفضائيَّة مايشغل هذه النفوس باللهو المباح ، فإنَّ الناس سيقبلون على ما عداها منالقنوات الفضائيَّة الفاسدة. ولا ريب أنَّ الأولى في شهر رمضان الانشغال بالعبادة والطَّاعة ، ولكنَّاـ شئنا أم أبينا ـ فسنجد أنَّ هناك نفوساً ميَّالة بطبعها إلى الترفيه ،فلئن نصرفها إلى اللهو المباح أفضل من الإقبال على الغير من فساد ساقط . ـتقديم المباح على الأقل ، وتقديم ما يثري النفس ويثيرها لطاعة الله تعالى، بشكل يحفِّزها على ذلك ويدفها ويدفعها للابتعاد عن المعاصي ، ورحم اللهالإمام ابن تيميَّة إذ يقول وكذلك كل ما يعين على طاعة الله من تفكر أوصوت أو حركة أو مال أو أعوان أو غير ذلك ، فهو محمود في حال إعانته علىطاعة الله ومحابه ومراضيه ، ولا يستدل بذلك على أنه في نفسه محمود علىالإطلاق ، ويحتج بذلك على أنه محمود إذا استعين به في طاعة الله ، ولايحتج على ما ليس من طاعة الله بل هو من البدع في الدين أو الفجور فيالدنيا) (الاستقامة لابن تيمية :291). ـ تغذية الذهن والفكر بما يزيد من رصيده المعرفي . ـ تعرية الأفكار المنحرفة ، واستقطاب المتخصصين ذوي المنهج العلمي النقدي الرفيع عن التهم والحدَّة في النقاش. ـتربية الناس على معالم الرقابة الذاتية ، وتقوى الله في السر والعلن ،وكما قال أحد المفكرين : حبَّذا أن نقدِّم في هذا الزمن التذكير بأهميةبناء المناعة على أسلوب المنع ، وإشعار الناس بأهميَّة عبوديَّة المراقبة.فتربية النفس على صراع الشهوات ، ومعاركة وسواس الشيطان ، سيجد صاحبها منخلال ذلك ألم وقسوة ، إلاَّ إنَّها ستكون مرارة يعقبها لذَّة وارتياح بالواطمئنان ضمير. ـ محاولة فضح فساد القنوات المفسدة وتحذير رجال الأعمال والملاَّك من دعمها. ـبعث الرسائل الخاصَّة لأصحاب هذه القنوات ومموِّليها وتذكيرهم بالله ،وأهميَّة الرجوع للحق ، واستخدام أسلوب الرفق واللين فهو أحرى بهم وأولىوأنفع . ـتحذير فئة الشباب والفتيات من هذه القنوات وإعلامهم بمقاصد أصحابها ،وأنَّ من أولوياتهم في ذلك محاولة صرف الشباب عن دين الصحيح لمتابعة مايبث عبر هذه القنوات من شهوات وشبهات. لعلَّ الله يجعل من وراء هذه الملامح الخير كلَّه ، وأن يهدي في هذا الشهرالكريم ضال المسلمين ، ويردهم إليه رداً جميلاً ، إنه أعظم مأمول ، وباللهالتوفيق . [/center] | |
|