الماضي الذي سبق الرصاصة
قبل أن ندخل في موضوع اليوم أريدك أن تتخيل حلما غريبا تراه أثناء النوم.. تخيل وجودك في صحراء خالية وبيدك مسدس تطلقه أمامك على مستوى البصر. وفور إطلاق النار تجري بسرعة خارقة (مثل الرجل البرق) خلف الرصاصة المنطلقة عازما الإمساك بها.. ولأنك تجري "بسرعة البرق" تلاحظ أنك كلما اقتربت من الرصاصة بدت لك أنها تسير ببطء أكثر.. وحين تلحق بها أخيرا - وتجري بمحاذاتها بنفس السرعة - تلاحظ أنها توقفت تماما في الهواء لدرجة تستطيع مسكها بيدك ووضعها في جيبك.. في هذه الحالة فقط يمكن القول إن الزمن توقف تماما بالنسبة للرصاصة - وغدت ساكنة لكل جسم يتحرك بنفس سرعتها - !!
- ولكن ماذا يحدث حين تزيد سرعتك - في المنام طبعا - على سرعة الرصاصة نفسها!؟
.. حينها ستلاحظ أمرا عجيبا يصعب تصديقه!؟.. ستلاحظ أن الرصاصة تبدأ بالعودة للخلف وأن الزمن يتراجع الى الوراء حتى ترى اللحظة التي ضغطت فيها على الزناد بنفسك!!
هذه الفرضية العجيبة تعد أحد أساسيات الفيزياء الحديثة وتشكل ركنا مهما من نظرية أنشتاين النسبية. فالزمن يتولد نتيجة الحركة التي يحدثها الجسم ذاته - كانطلاق الرصاصة بسرعة خارقة.. وحين يتحرك المراقب (وهو سيادتكم في هذه الحالة) بسرعة الجسم المتحرك سيتوقف الزمن بالنسبة لكليهما - أما حين تتحرك بسرعة تزيد على الجسم ذاته فسيبدأ زمن "الرصاصة" بالعودة الى الخلف..
و في نظرية أنشتاين النسبية نجد أنه لو سافر رائد فضاء في مركبة تنطلق بسرعة الضوء إلى نجم يبعد عنا سنة ضوئية واحدة، ثم عاد إلى الأرض فسيجد أن السنتين (اللتين قضاهما في رحلته) قد أصبحتا نصف قرن من زمن الأرض.. بمعنى، لو أن لذلك الرائد شقيقاً توأماً بقي على الأرض - وكلاهما في سن العشرين عند بدء الرحلة - فسيعود الأول من رحلته وهو في الثانية والعشرين من عمره، ليجد توأمه في سن السبعين!!!
والتفسير الذي وضعته نظرية (أنشتاين) لهذه المعضلة يمكن فهمه من خلال ارتباط عقارب الساعة بالزمن الذي تنطلق به سفينة الفضاء (كونها تعمل بسرعة توازي سرعة المركبة) في حين أن الساعات الموجودة على الأرض ستتوافق مع توقيت "الأرض" وإيقاع دورانها حول نفسها...
ورغم أن هذه الفرضية لم تصدق حتى الآن - إلا على الجسيمات الذرية - إلا أن مجرد ظهورها أشعل حماسا لانظير له في فكرة السفر عبر الزمن والعودة الى الماضي؛ فبعد أن كان السفر عبر الزمن حكراً على روايات الخيال العلمي أثبتت التجارب (التي أجريت في المعجلات النووية) إمكانية العودة بجزيئات الذرة الى الماضي.. ولكن المشكلة تبقى في (جسم الإنسان) الذي تعترضه عقبات كثيرة ومميتة تمنعه من خوض هذه التجربة - مثل ضرورة تحوله الى طاقة كهرومغناطيسية، وانطلاقه بسرعة تفوق سرعة الضوء، وتعرضه لظروف فضائية لا يمكن تحملها (......)!!
غير أن هناك عالماً من جامعة سان فرانسيسكو يدعى باتريك ناش يقول إن البشر قد لا يستطيعون السفر بأجسادهم الى الماضي ولكنهم يستطيعون السفر بأفكارهم وذكرياتهم بعد تحويلها الى "طاقة" لاسلكية؛ فأفكار البشر يمكن حاليا ترجمتها الى نبضات كهربائية أو ذبذبات الكترونية وإرسالها عبر الأثير. وفي حالة نجاحنا في إرسالها - ثم استعادتها - بسرعة مدروسة نستطيع تحريكها عبر الزمن ذهابا وإيابا... وهذا يعني أننا قد ننجح قريبا في إرسال أفكارنا إلى أجدادنا في الماضي (عبر جهاز لاسلكي خاص) أو الحديث مع أحفادنا في المستقبل بفضل "الجيل السابع" من الجوال!
الصورة النمطية.. صورة خاطئة في جميع الأحوال
سئل أحد الفلاسفة الأوروبيين عن العالم المثالي في نظره فقال:
... العالم المثالي حيث يكون الطباخ فرنسياً، والميكانيكي ألمانياً، والشرطي بريطانياً، والعاشق إيطالياً، ويدير كل شيء رجل سويسري... وفي المقابل يضطرب العالم ويختل حين يكون الشرطي ألمانياً، والطباخ إنجليزياً، والميكانيكي فرنسياً، والعاشق سويسرياً، ويدير كل شيء رجل إيطالي!!
هذا القول - على طرافته - يقدم مثالا لطريقتنا في قولبة «الآخرين» وحشر «ملايين البشر» في أطر نمطية ضيقة. فنحن في الغالب نتبنى (قوالب مسبقة) عن المجموعات والشعوب الأخرى ثم نعتمدها كمرجع في التعامل معهم والحكم عليهم.. ولو استمعت جيدا لما يدور حولك لوجدت من يطلق صفة «اللؤم» على ذلك الشعب، و«الخبث» على تلك الأمة، و«الذكاء» على ذلك العرق، و«الأمانة» على تلك الجنسية - بدون مراعاة للفوارق الفردية أو المواقف الشخصية..
ولأن ذهنية البشر بطبيعتها ميالة للتفريق وخلق التباين مع الآخرين تظهر هذه التقسيمات الضيقة (حتى ضمن المجتمع والشعب الواحد). وهي تطلق غالبا على أساس قبلي أو مناطقي أو عرقي أو موروث تاريخي - وكثيرا ما تتحمل الفئة الأقل شأنا مسؤولية كل النكات الغبية - .. وإن لم تظهر هذه التقسيمات الضيقة على أساس ثقافي أو سياسي أو جغرافي (مثل بدو وحضر، ومواطنين ومقيمين، وجه قبلى ووجه بحري) سرعان ما تتبلور على أساس مذهبي وفئوي بين أبناء الدين الواحد (سني، شيعي، ملحد، متطرف، خارجي، معتزلي، أشعري، طُرقي، إخواني، تبليغي، رجعي، أصولي..... الى آخر القائمة)!!
غير أن الحقيقة قد تكون مخالفة تماما للقالب الذي ارتضينا طرحه على الجميع - وتحملنا وزره عن الجميع - .. وفي المقابل تعد قولبة المجتمع وتقسيمه بهذه الطريقة ظاهرة خطيرة (قد تتحول لمذابح حقيقية عند أدنى انهيار أمني كما حدث في رواندا وكمبوديا والبوسنة والهرسك)..
أما من حيث العقل والمنطق فهي بالتأكيد خاطئة وغير دقيقة كونها شمولية، وعمياء، وغير محكمة، وليست واقعية أو حاضرة..
- فهي شمولية لأنها تضم تحت جناحها أفرادا ومجموعات لا تنطبق عليهم الصفة الرائجة (وهذا وحده كفيل بهدم فكرة التعميم من أساسها)..
- وهي عمياء لأنها تمنع صاحبها من رؤية عيوبه وتبقيه مقتنعا بسلامه منهجه والفكر الذي خرج به (وهو ماقد يفسر افتراق أمة محمد على ثلاث وسبعين فرقة كل يظن أنه الفرقة الناجية) كما جاء في كتب الصحاح...
- وهي غير محكمة لأنها لم تبن على براهين مشاهدة أو مواقف شخصية مباشرة بل تعتمد غالبا على الظن والهوى والترجيح والتحزب (وهو مادعا المصطفى صلى الله عليه وسلم للتحذير أصلا من فكرة التكفير في قوله: (من كفر مسلماً فقد كفر)..
- أضف لكل هذا أن نظرتنا «للآخر» لا تتشكل غالبا من خلال منظور واقعي أو حاضر، ولكننا نتناقلها كموروث اجتماعي وموقف تاريخي (نتبنى من خلاله رأي المجتمع في هذه الجماعة أو تلك)!
... ما أود الانتهاء إليه هو ضرورة التخلي عن فكرة التعميم من أساسها و «تخطئة» ذهنية القولبة بكافة أشكالها - والاقتصار في أسوأ الظروف على التجربة الشخصية مع كل فرد على حدة...
وفي حين يمكنك تجاهل هذه النصيحة - والاختلاف مع صاحبها - أتمنى أن تضع نصب عينيك دائما قوله تعالى: {إذ تلقّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم}
أنا ذكي.. أنا قوي.. أنا أضرب الوسادة بعنف
عقل الانسان الباطن (أو اللاواعي) يتقبل الاوامر والارشادات بسهولة اكبر وأسرع من عقله الواعي.. ففي حالة الوعي الكامل قد يرفض الانسان توجيهات كثيرة لا تتوافق مع تربيته أو عقيدته أو مجتمعه. ولكن حين يوضع في حالة لاواعية (أثناء التنويم المغناطيسي مثلا أو تحت تأثير عقاقير نفسية معينة) يبدأ بتقبل إيحاءات كثيرة قد لاتتوافق مع مبادئه وتوجهاته الواعية (وهذا ما نسميه اصطلاحا: غسيل مخ)!!
وكما يمكن للإيحاء أن يؤتي أكله تحت تأثير العقاقير النفسية أو التنويم المغناطيسي يمكن أن يقدم نفس النتيجة - وبمجهود الشخص نفسه - في حال توفر شرطين مهمين - الأول حالة من الاسترخاء الشديد (في مكان مظلم ومريح)، والثاني رغبة الشخص نفسه (واستسلامه) لما قد يُوحى إليه..
وبتوافق هذين الظرفين يمكن للإيحاء النفسي أن يتم بطريقة ذاتية مغلقة (بحيث يوجه الانسان الارشادات الإيجابية لنفسه).. فإن كنت مثلا ترغب بالتخلص من السمنه أو ممارسة الرياضة أو التوقف عن التدخين فالحل ببساطة هو ان تغسل مخك بنفسك. فمن المعروف أن احد الاستخدامات الفعالة (للتنويم المغناطيسى) محاولة إقناع الآخرين بفعل أمور يصعب عليهم انجازها فى الاحوال العادية.. ولكن لماذا تنتظر من يفعل بك ذلك ويتحكم بتوجهاتك المستقبلية.. لماذا لاتقوم انت بهذا الدور وتوحي لنفسك (أثناء الاسترخاء العميق) بجميع الاشياء التي ترغبها لنفسك.
أما إن صعب عليك لعب دور الموجه والمصغي - في نفس الوقت - فيمكنك الاستعانة ب (أشرطة كاسيت) تنقل الى عقلك الباطن رسائل مدروسة وإيحاءات مكررة مثل (ثق بنفسك/ توقف عن التدخين/ لاتتناول الاطعمة الدسمة/ لاتخش مواجهة الجمهور...). والفكرة هنا تتضمن الاستماع لأشرطة إيحائية تؤثر فيك كما لو كنت خاضعا لإشراف خبير نفسي فى التنويم المغناطيسى. ومثل هذه الإيحاءات المسجلة ظهرت في الولايات المتحدة منذ السبعينيات ويباع منها سنويا اكثر من عشرين مليون شريط تتجاوز قيمتها 200 مليون دولار. وتعتبر شركة أربين أقدم واكبر شركة تدير هذا النوع من التجارة وتبيع شهريا اكثر من سبعين الف شريط تغطى 190 موضوعا ب 38 لغة عالمية. كما توفر أشرطة خاصة «حسب الطلب» وحسب المشكلة التى يعاني منها كل فرد على حدة (وإن كان ذلك يكلف اكثر من 1500 دولار لكل شريط مقارنة بعشرة دولارات ثمن الاشرطة المتوفرة مسبقا)!
ومن هذه الاشرطة الإيحائية أنواع خاصة لاتباع الا بوصفة من الطبيب كونها تعالج حالات نفسية متطرفة يخشى على الأسوياء من سماعها.. كما توجد أشرطة خاصة لا يجب أن تقع بأيدي الاطفال كونها تتضمن إيحاءات ريجيم قاس او تنشيط العملية الجنسية أو التعامل مع المنافسين في العمل!
وكما هو الوضع مع «التنويم المغناطيسي» يختلف مستوى الاستفادة من هذه الإيحاءات المسجلة.. فهناك من لا يأخذ الأمور بجدية كبيرة وبالتالي لايستسلم بسهولة للإيحاءات الملقاة (أو لنقل: يضع عائقاً واعياً أمام أي توجيهات جديدة).. وفي المقابل هناك من يؤمن بفعالية هذه الطريقة ويهيئ نفسه مسبقا للاستسلام والاستعداد لتمثل الأوامر الملقاة!!
ورغم أنني لم أسمع عن توفر تسجيلات كهذه باللغة العربية؛ إلا أن مجرد فهمك «للفكرة» قد يحثك على إنتاج أشرطتك الخاصة.. وإن لم يعجبك هذا الاقتراح يمكنك الاستغناء عن «الأشرطة» برمتها والاسترخاء بهدوء مكررا 100 مرة أي جمل تراها مناسبة لحالتك (.. مثل: أنا ذكي.. أنا جريء.. أنا أتحدى أكبر شنب)!!
... وياحبذا؛ لو تفعل ذلك وأنت تضرب الوسادة بعنف!!
فوبيا المشاهير
ما هو الشيء المشترك الذي يجمع بين الأسماء التالية:
جنكيز خان/ نابليون بونابرت/ يوليوس قيصر/ الكسندر الأكبر/ بينتو موسيليني/ فيدل كاسترو..!؟
قد يتبادر لذهنك فورا أنهم «قادة عظماء» أو «زعماء كبار» أو حتى «طغاة قساة»؛ ولكن ما يجمع بينهم فعلا هو الخوف من القطط.. نعم.. (الخووووف من البسس)..
وأنا شخصيا أجد متعة كبيرة في أن يبتلى جزار كبير (مثل جنكيز خان) أو ديكتاتور أحمق (مثل موسيليني) بالخوف من قطة آليفة لايتجاوز وزنها «نصف كيلوغرام».. ومن الممتع أكثر أن أياً منهم - على حد علمي - لم يستطع التخلص من حالة الرعب هذه حتى وفاته..
ومن الواضح طبعا أننا نتحدث عن حالة مرضية (تدعى الرهاب أو الفوبيا) لايمكن حتى لصاحبها تفسيرها بطريقة منطقية أو عقلانية.. فالخوف - بمعناه المعتاد - شعور طبيعي لدى كل البشر ولكن حين يتضخم باتجاه واحد (وبلا خطر حقيقي) يتحول لمشكلة نفسية تستدعي العلاج.
والفوبيا تتشكل غالبا بعد تجربة سيئة في الطفولة المبكرة تركت أثرا عميقا في العقل الباطن. وبمرور السنين قد ينسى المرء سبب المشكلة الأول (كسقوطه من مكان مرتفع أو احتجازه في مكان ضيق) ولكنه يسترجع معاناته كلما واجه مثلها مستقبلا..
وعلى هذا الأساس يمكن القول ان الفوبيا أنواع كثيرة ومتعددة - بتعدد البيئات وخصوصية التجارب ومستجدات العصر.. فالخوف من الطيران مثلا لم يكن موجودا حتى سبعين عاما مضت (لأن السفر بالطائرة لم يكن معروفا حينها). وفي حين اختفت حاليا فوبيا الطاعون والجدري (لانحسار هذين المرضين) بدأنا نسمع عن فوبيا الكمبيوتر والانترنت والجوال وكاميرات المراقبة. ورغم أن الخوف من القطط يعد من أكثر الأنواع انتشارا (ويدعى فيليني فوبيا) إلا أنه لايقارن مثلا بفوبيا الطيران أو الأماكن المرتفعة أو مواجهة الجمهور (... التي تحتل المراكز الأول من حيث الانتشار)!!
أما من حيث الأقدمية فقد تكون فوبيا القطط هي الأكثر عراقة واستمرارية في المجتمعات البشرية (عطفا على استئناسها منذ آلاف السنين). وحين أتأمل حياة الناس في المجتمع الفرعوني القديم أكاد أجزم بأنه كان من أكثر المجتمعات إصابة بهذا النوع من الفوبيا. ففي ذلك الوقت كان ينظر للقطط كمراسيل آلهية (تجمع أرواح الموتى) وكان يكفي أن تمر قطة سوداء في أي طريق كي يتفرق الناس في كل اتجاه (... وهو مايذكرني بفوبيا الأبقار المقدسة في بعض مناطق الهند)!!
والمشاهير بالذات يمكن أن يصابوا ب«فوبياتش محرجة ومخجلة بسبب مواقعهم المهمة ومناسباتهم المكشوفة.. فالزعيم الألماني هتلر، واليوغسلافي تيتو، والأمريكي رونالد ريغن كانوا مصابين بفوبيا الاحتجاز أو الخوف من الأماكن المغلقة. أما الموسيقار المعروف محمد عبد الوهاب والسياسي الفرنسي جورج كليمنسو فكانا مصابين بفوبيا الطيران.. أما الزعيم الهندي المهاتما غاندي فكان يخاف من الظلام ولحظات الغروب، وكان الكاتب الدنمركي هانس كريستيان يخاف من فكرة الدفن حيا (لدرجة تعليق ورقة قرب سريره كتب عليها: قد أبدو ميتا ولكنني في الحقيقة أغط في نوم عميق). ورغم أن المغني مايكل جاكسون يعاني من فوبيا الجراثيم ؛ إلا أنه لم يصل لمستوى الصناعي الأمريكي الكبير هوارد هيوز الذي احتجز نفسه في غرفة معقمة وكان يتنفس دائما عبر كمامة طبية!!!
.. على أي حال ؛ الفوبيا - التي نملك جميعنا جزءا منها - حالة قابلة للشفاء من خلال عيادات النفس السلوكي وجلسات التحليل الكلاسيكي.. ومن المفارقات العجيبة أن العالم النمساوي فرويد - رائد التحليل النفسي وأول من نجح في علاج حالات الفوبيا - عانى هو نفسه من فوبيا غريبة ونادرة تدعى (الخوف من الفاصوليا)!!