سيف الحق عضور مؤثر
عدد الرسائل : 75 العمر : 33 العمل : طالب المزاج : متفائل بالخير تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: صلاح الدين... البطل المغوار... والشاب المنتظر 12 الخميس أغسطس 14, 2008 6:14 pm | |
| الفصل الثانى عشر
الإصلاح
لا صلاح بدون اصلاح
لقد بدأ صلاح الدين عهده كوزير لمصر بالإقدام على الإصلاح الشامل لأوجه الفساد التى كانت قائمة قبل توليه منصبه و التى شاهدها بنفسه بل و عانى منها مرات عديدة. و بالتالى نخلص الى ان محاربة التقصير و الفساد فى المجتمع هى بالطبع مسئولية كل مسلم يهدف الى نهوض الأمة و بلوغها المرتبة التى قدرها الله لها. و لذلك، فان التصدى لأى منكر و القضاء عليه و استبداله بالمعروف يتصدر أولويات الإلتزام نحو الأمة. و الغرض من عرض ما قامه به صلاح الدين من اصلاحات هو حث كل منا على محاكاته محاكاة عملية نحول بها السلبيات الى الإيجابيات حتى يتواجد من رجال و شباب الأمة صلاح الدين القرن الحادى و العشرون.
"انهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين"[1]
كان وصول الحملة الصليبية الى دمياط مفاجأة لصلاح الدين الأيوبى الذى كان يتوقع حضورهم الى بلبيس أو الإسكندرية، ولذا كان قد دعم تلكما المدينتين بقوات استعداد لمواجهة الصليبيين. و لما كانت الظروف تقتضى بقاء صلاح الدين نفسه فى القاهرة، أرسل قوات الى دمياط تحت قيادة خاله شهاب الدين الحارمى و ابن أخيه تقى الدين بن عمر لمساعدة المصريين على صد الهجمات الصليبية. و بطبيعه الحال، كان صلاح الدين فى موقف لا يحسد عليه من الحرج البالغ لإحاطة المشاكل به من جوانب عديدة، فكان مشغول البال بين حملة فتح النوبة فى الجنوب، و المشاكل المتراكمة فى القاهرة، حتى جاء الصليبيون من الشمال لتتفتح عليه جبهة ثالثة شرها أكبر و أعمق من المشكلتين السابقتين. و كان صلاح الدين يواجه تلك التحديات الثلاثة ابتغاءا لمرضاة الله سبحانه و تعالى. و بما أن الله جل علاه ينصر من ينصره، فقد كفى صلاح الدين مواجهة الصليبيين و قتالهم، و قضى على الصليبيين أجمعهم دفعة واحدة!
فى ذلك الوقت، كان ميعاد فيضان النيل قد حل و بدأت المياه ترتفع كلما اتجهت شمالا. و لم يكن الصليبيون يضعون فى الإعتبار أحوال مصر المناخية. و كانت دمياط متصلة بمجموعة من الترع المتشعبة التى ترتفع فيها مياه الفيضان بمنسوب عال حتى تدفق الى البحر. سبحان الله! ما بين عشية و ضحاها أغرق الفيضان كل من كان فى المعسكرات الصليبية و قذفهم فى اليم. و يعلق ستانلى بول، أحد المستشرقين الألمان، على ما حدث لقوات تلك الحملة الصليبية بقيادة أمورى فقال: "لم يستطع الجيش الصليبى أن يدخل مصر الا بجثث هامدة، أمواتا غير أحياء، فقد قضى عليهم فيضان النيل".
و قد رأى الخليفة العاضد أن يكرم صلاح الين الأيوبى لضحده الحملة الصليبية التى جاءت لتحتل البلاد، فأعطاه الف الف دينار ذهبية! و ما أن وصلت هذه العطية الى صلاح الدين الا أن وزع نصفها على صعيد مصر من منطلق حرصه على عدالة التوزيع. اما النصف الثانى فقد أودعه فى خزانة الجيش لتكوين جيش مصرى قوى ومدرب على فنون القتال.
ذاك الشبل من ذاك الأسد
بعد هلاك الحملة الصليبية بفترة بسيطة، وصل الى مصر نجم الدين أيوب، والد صلاح الدين. و فى تلك اللحظة تظهر الأخلاق الحميدة التى نشأ عليها ذلك القائد المسلم اذ أنه انطلق الى أسوار القاهرة مستقبلا أبيه و عارضاعليه منصب الوزارة! فما أجمل التعبير عن البر بالوالدين و الإعتراف بالفضل للوالد. و لما كان نجم الدين أيوب رجلا حكيما تعفف عن المنصب ملاطفا ابنه و قائلا له: "لا ينبغى أن نغير موضع السعادة الذى جعله رب العالمين عندنا، و أنت يا يوسف موضع هذه السعادة". و أراد الخليفة العاضد اكرام نجم الدين فخصص له ايراد كل من دمياط و الإسكندرية. السحابة السوداء
فى تلك الفترة أقبل صلاح الدين على اصلاحات متنوعة فى مصر. و قد شملت اهتماماته مجالات عدالة توزيع الدخل، و توسيع الترع القائمة و شق ترع جديدة، و انشاء مبانى جديدة. و لكن، جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، فقد بدأ صدر نور الدين محمود يضيق من تصرفات صلاح الدين الأيوبى، و أحس أنه لم يعد تحت امرته. و يرجع هذا الشعور لعدة مواقف اتخذها صلاح الدين. اولا، بعد أن استتب الوضع فى مصر، توقع نور الدين يرسل أموالا من مصر الى الشام للمساعدة فى محاربة الصليبيين، و لكن صلاح الدين أنفق تلك الأموال على الشعب المصرى محاولا النهضة بظروفه المعيشية حتى يشعرهم بفكره الإصلاحى الجديد. ثانيا، انتظر نور الدين أيضا من صلاح الدين أن يهاجم حصنى الكرك و الشوبك عند العقبة، و هما الحصنين المهمين للصلبيين الذين يهاجمون الحجيج منهما. وبدلا من ذلك، وصلت الأخبار الى نور الدين أن صلاح الدين بدأ يتوسع فى جنوب مصر و فتح النوبة و بعض الأماكن فى غرب مصر مثل برقة و طرابلس فى ليبيا. و لعل ذلك كان ثالث الأسباب التى أوغرت صدر نور الدين ضد صلاح الدين اذ شعر أن الأخير بدأ يظهر تغيرا فى علاقته بالدولة النورية. و لكن السبب الرئيسى و العميق التأثير كان يكمن فى تحريض كل من قطب الدين ينال و عين الدولة اليروقى لنور الدين محمود ضد صلاح الدين الأيوبى حيث كانا يطمعان فى منصب الوزارة عندما تولاه صلاح الدين. و لقد استطاع هذان الرجلان اقناع نور الدين أن صلاح الدين على وشك الإستقلال بمصر و جعلها امارة منفصلة عن الدولة النورية، و أن صلاح الدين أصبح عاملا ضد وحدة الشام و مصر رغم أن ذلك كان هو الشغل الشاغل لنور الدين منذ فترة طويلة.
الأصل الصالح
و لكن الحقائق كانت عكس ذلك تماما حيث أن صلاح الدين كان يواجه قدرا كبيرا من المشاكل فى مصر تمثلت فى مؤامرات عمارة اليمنى ثم مؤتمن الدولة نجاح و ثورة السودانيين و ثورة الأرمن، وذلك بالإضافة الى مؤامرتى عباس بن شادى فى قوس و راشد بن سليمان فى النوبة. و فى الواقع ، لم يتمكن صلاح الدين اخماد القلاقل فى هاتين المنطقتين الا عندما أرسل أخاه طوران شاه على رأس قوات تمكنت من فتح النوبة.
و لكن الأمور كانت مختلطة على ذهن نور الدين محمود بخصوص تصرفات صلاح الدين التى أسئ تفسيرها للأول للإيقاع بينه و بين صلاح الدين. و قد رأى نجم الدين ايوب الضرورة ملحة لمخاطبة ابنه فى شأن علاقته بنور الدين محمود، فقال له: "و الله لو أن نور الدين أمرنى و خالك، و ليس على الأرض من يحبك أكثر منا، ان نقتلك لقتلناك طوعا. و مانفعل ذلك الا لرجل قضى حياته كلها يغرس فينا كيف يكون الإخلاص لله. و الله ما يملك نور الدين الا أن يبعث اليك بحبل و عبد يسوقنك اليه طائعا فتكون طوع بنانه".
و يعكس ذلك التوجيه القاسى الذى وجهه نجم الدين أيوب لصلاح الدين مدى عدم انبهار الأخير بالمنصب و لا السلطة التى كان ابنه صلاح الدين قد اعتلاهما، بل أنه كان يضع دائما نصب عينيه مرضاة الله سبحانه و تعالى و مصلحة الأمة التى كانت تتمثل فى ذلك الوقت فى وحدة الشام و مصر لإسترداد بيت المقدس. و هو ما يدل أيضا على حسن التربية التى اتبعها مع ابنه و التى أتت أكلها بالفعل حيث بدأ صلاح الدين يعمل جاهدا على ارضاء نور الدين. فقد أسرع صلاح الدين فى ارسال الأموال الى الشام، بالإضافة الى رسائل الولاء التى كان يوجهها الى "الأمير السلطان نور الدين محمود"، ذلك اللقب الذى كان يدعو له به فى خطبه و يضرب به العملات.
فى انشاء المدارس المتخصصة. و قد أنشأ المدرسة الكاملية و المدرسة الناصرية على غرار المدرسة الأيوبية و المدرسة النورية القائمتان وقتها فى دمشق. و بدأ يغرس فكرة الجهاد و الدفاع عن أمة الإسلام فى صلاح الدين ... المربى الفاضل
نبعا من مسئوليته الضخمة، و رغبة منه فى تنشأة جيل جديد قادر على النهوض بالأمة، شرع صلاح الدين الأيوبى الأطفال ذوى السابعة و الثامنة من عمرهم. و كان الغرض من ذلك منح هؤلاء الأطفال مدة تعليم تصل الى عشر سنوات يتشربون فيها بالمسئولية تجاه بارئهم و أمتهم لينشروها بين الرعية و يصيروا نواة لجيش قادر على فتح بيت المقدس، و هو الأمر الذى حدث بالفعل عام 583 هجرية.
و لنضع تلك البداية الصحيحة التى سلكها صلاح الدين الأيوبى مثالا نسير على خطاه اذا أردنا تكوين جيل جديد قادر على تحمل مسئولية تنفيذ المسئوليات الملقاة عليه من اعلاء راية الإسلام و استرداد أراضيه و حقوقه المغتصبة. و لذلك وجب الإهتمام بالتعليم السليم من اخلال احداث تغييرات جذرية تتيح فرصة التربية و التوعية السليمتين. و هنا تصبح الحاجة ماسة الى اتباع مناهج من شأنها العمل على لبراز أفراد قادرين على القيادة فى المستقبل. و قد أقدم صلاح الدين على اتباع خمس خطوات مكنته من تحقيق أهدافه. بدءا ذى بدء، أنشأ صلاح الدين مدرسة لإكتشاف القدرات و اعداد برامج خاصة للمواهب . ثم حرص ذلك القائد المربى على أن يجالس الشباب نخبة من العلماء و كبار الشخصيات الذين يتولون مهمة غرس العقيدة الصحيحة فيمن تعقد عليهم امال المستقبل. كما أعان الهدوء و التوازن القائمين داخل أسرة صلاح الدين أشد العون على احاطة الأطفال عاطفيا لبناء النفس المطمئنة المطلوبة لإبراز جيل قيادى فى وقت من الأوقات. و كذلك اهتم صلاح الدين أن يكون الشباب ملما للأحداث التى تمر بها الأمة، فأمر بالدروس الأسبوعية داخل مدارس مصر لتتحدث عن الجهاد فى سبيل الله عز و جل، و تحرير الأرض، و بث روح الإيمان، و اشاعة الأخلاق الحميدة. و فى الواقع، فان كل ما فعله صلاح الدين فى هذا الخصوص كان نتيجة لإدراكه أن الأمة لن تنهض الا بتوفير الوسائل السليمة للتربية و التعليم.
صلاح الدين ... الداعى الى نهضة و توحيد الأمة
تنبه صلاح الدين الى ضرورة فتح المناطق الواقعة فى القرن الإفريقى و هى اليمن و عدن. و لذلك أرسل طوران شاه فى حملة لليمن. و بالفعل، ركز طوران شاه على منطقة تعز باليمن لتصبح القاعدة الحربية الجنوبية التى حرص صلاح الدين على ضمها تحت سيطرته ليقطع الإتصال بين صليبى أثيوبيا و الصليبيين فى بيت المقدس. ونتيجة لخبرته الإستراتيجية، رغب صلاح الدين فى أن يكون له عمق استراتيجى فشرع فى فتح برقة ثم طرابلس ثم بعض مناطق تونس.
و كذلك، بدت الإصلاحات التى قام بها صلاح الدين و الفتوحات التى تمت تحت امرته واضحة أمام أعين ناظريه حتى أن علاقته بالخليفة العاضد أخذت تتوطد. و استغل صلاح الدين تقربه من العاضد فى الحديث اليه عن نور الدين محمود رغبة منه فى جذب انتباه الخليفة الفاطمى الى ضروروة توحيد الأمة دون أن ينقص من سيادة الدولة الفاطمية. و كانت الحوارات التى دارت بين العاضد و صلاح الدين عن نور الدين قد تركزت على صفات ذلك القائد النورى، و من اهمها على الإطلاق أنه لم يكن لديه وقت يضيعه فى ما لا يعود على الأمة بالفائدة. و لنتوقف عند هذه النقطة الهامة فى حياة الشباب، ألا و هى مشكلة وقت الفراغ الذى يشعرون به. وفى الحقيقة، فان هذا الوقت الغير مستغل فى المصلحة يعد من اكبر المفاسد التى تعوق تقدم الأمة، وذلك لإن عدم انشغال الشباب بما ينفعهم سيؤدى بهم الى الإقبال على المفاسد.
و استمر صلاح الدين فى اخبار العاضد عن صفات نور الدين محمود ليحببه فيه. و مان مما حرص صلاح الدين على روايته للعاضد تلك الرؤية التى رأها نور الدين. و قد وصف ابن الأثير رؤية القائد النورى لرسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يأمره للذهاب الى المدينة ليستنقذه من أيدى رجلين أشار اليهما الرسول الكريم فى تلك الرؤية. فما لبث نور الدين محمود الا أن أمر بعض المقربين له بالتوجه الى المدينة المنورة لإستكشاف الأمر. و أخذ هؤلاء المبوعوثون من قبل نور الدين فى البحث حتى اكتشفوا أن رجلين قدما بالفعل الى المدينة من فترة بسيطة، وقد شاع عنهما تضرعهما الى الله تبارك و تعالى و حبهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم. و لما جاءت نور الدين أخبار الغريبين عن المدينة المنورة، احتار فى تحديد الغرض من مجيئهما، فأمر بتفتيش البيت الذى يقيمان فيه فى المدينة. و كانت الصدمة الكبرى أن هذين الرجلين كانا قد شرعا فى حفر خندق تجاه قبر الرسول صلى الله عليه و سلم داخل مسجده. و بعد القبض عليهما و ضربهما، اعترفا بالجرم الذى قدما لإقترافه اذ كان الصليبيون قد عينوهما لنبش قبر النبى الكريم صلوات الله و سلامه عليه. و قد أثرت تلك الرؤية و الهمة التى أبداها نور الدين فى تنفيذ التكليف الذى جاءه بالرؤية فى قلب الخليفة العاضد الذى قال: "لو أن لى برجال يطيعوننى مثل نور الدين محمود، لملكت الدنيا باسرها".
العودة الى ركب الجماعة
و جاءت الأوامر واضحة من نور الدين محمود الى صلاح الدين الأيوبى بضرورة انهاء الخلافة الفاطمية و و اعلان ولاء مصر للدولة النورية. تردد صلاح الدين فى تنفيذ الأمر بصورة فورية نظرا لمرض الخليفة العاضد و رقة طباع صلاح الدين التى دعته لللإشفاق على العاضد من وقع ذلك الأمر عليه. و بالتالى اجتمع صلاح الدين بالمحيطين به من أهله و مقربيه و اتفق الجميع على أن يحدث ذلك الأمر أثناء غياب صلاح الدين عن القاهرة، وحيث لا ينمى الى علم العاضد ان الخلافة قد نزعت منه و أن مصر دخلت تحت امرة الخليفة العباسى المستضئ بالله. و فعلا، جاء من دمشق رجلا يلقب بالأمير العالم و خطب الجمعة فى الجامع الأزهر لينهى خطبته دون الدعاء للخليفة العاضد و لا الخلافة الفاطمية، و انما دعى للمستضئ بالله و نور الدين محمود، ثم نزل فصلى بالناس دون أن يحدث أى رد فعل سلبى من قبل المصلين و لا من الرعية بعد ذلك لمدة عشرة أيام. و فى اليوم العاشر توفى العاضد، فبكى صلاح الدين يومها و قال: "لقد قتلناه كمدا على ضياع الخلافة الفاطمية!". و من الأمور التى تلفت الإنتباه أن لفظ "العاضد" يعنى "القاطع"، و كأن العاضد كان قاطعا للخلافة الفاطمية. سبحان الله القائل فى محكم اياته:
"قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء وة تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيئ قدير. تولج الليل فى النهار و تولج النهار فى الليل و تخرج الحى من الميت و تخرج الميت من الحى و ترزق من تشاء بغير حساب" ]ال عمران 3 : 26 – 27[.
و لعل الايتين الكريمتين تؤكدان ما قدره المولى العلى القدير لشاب مثل صلاح الدين لم يتخطى الخامسة و الثلاثين من عمره فيصبح حاكما على مصر و تنتهى على يديه الخلافة الفاطمية التى حكمت مصر مائتى عاما!
"و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى يريدون وجهه"[2]
و اذ قرب هذا الفصل على نهايته، تجدر الإشارة الى الخطأ الذى وقع فيه العاضد لفترات طويلة طيلة خلافته اذ انه لم يأخذ فى عين الإعتبار ضرورة اختيار الصحبة الصالحة لتكون خير عون له فى الحكم. و من المهم بمكان أن يختار المرء صحبته ممن يعينونه على المضى فى طريق النور. و يقول الشاعر:
"لا تسأل عن المرء بل اسأل عن قرينه ان القرين بالمقارن يقتدى"
و لا ننسى أيضا مقولة العاضد: "لو أن لى رجال مثل نور الدين، لملكت العالم بأثره". و كذلك نرى أن صلاح الدين، بعد توليه وزارة مصر، بدأ ينتقى المحيطين به، فأبقى على من يعينه فى دربه، و أبعد من هو دون ذلك.
و لو أن طريق كل منا وهدفه من الحياة هو الفوز بالجنة، فلا مناص من أن يدقق فيمن يصاحب ليلازم من يتقى الله عز و جل و يبعد عن من اتبع هواه. ولذلك فالمطلوب من كل قارئ أن يراجع صحبته و أخلائه الذين يتمنى أن يكونوا مقابلين له فى الجنة على سررموضونة، و حتى لايكون يومئذ ضمن من هم بعضهم لبعض عدو و العياذ بالله.
[1]]الأنبياء، 21 : 77[.
[2]]الكهف، 18 : 28 [.
| |
|