سيف الحق عضور مؤثر
عدد الرسائل : 75 العمر : 33 العمل : طالب المزاج : متفائل بالخير تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: صلاح الدين... البطل المغوار... والشاب المنتظر 17 الخميس أغسطس 14, 2008 6:04 pm | |
| الفصل السابع عشر حطين
الاتحاد قوة و التفرق ضعف
لقد طالعتنا الأحداث التاريخية بمدى تأثرها بحالتى الوحدة و الفرقة، و أخبرتنا بما جنيناه من عزة نتيجة لتوحدنا و بما عانيناه بسبب فرقتنا. و لعل كل منا قد عمل على نبذ أى خلاف مع إخوته فى الدين و حاول أن يقرب المسافات بينه و بينهم، حتى يأتى اليوم الذى تكون فيه الأمة وحدة واحدة من أقصى الشرق الى أقصى الغرب.
القوة و رباط الخيل
وإذا كان هذا الفصل يخص بالذكر ما جرى من استعدادات قبل معركة حطين، فذلك لإن تلك المعركة و ما سبقها و ما تلاها تعد جميعها مبعثا على العزة و الأمل فى إعادة و ضعنا الى ماكان عليه بعد الإنتصار فى تلك المعركة. و كذلك، فان ذكر ماجرى بموقعة "حطين" يؤكد أنه سيأتى اليوم الذى نحقق فيه انتصارا مثل الذى حققناه من قبل، و نتخلص فيه من كل الغاصبين لأرض الإسلام. و فى هذا السياق، اذكر حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذى يقول فيه: "لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتل المسلمون اليهود، فيختبئ اليهود وراء الحجر و الشجر، فيقول الحجر و الشجر"يا مسلم، هذا يهودى خلفى، تعال فاقتله" إلا شجر الغرقد و هو الذى يعنى اليهود الآن بزراعته بآلاف الأعداد داخل ما يسمونه "دولتهم". اذن، فإن نوعية الإنتصار الذى حدث فى "حطين" لايقتصر حدوثه على ذلك اليوم و لا على ذلك الموقع، إنما هو النوع الذى أنبأنا نبينا الكريم صلوات الله عليه و سلم بضرورة حدوثه فى لحظة مستقبلية قبل قيام الساعة. ولكن الأسئلة المهمة تطرح نفسها "ماذا سيكون موقفك من المعركة المنتظرة؟ هل أنت على إستعداد للمشاركة فيها بالأسلوب المتاح لك؟ أم ستقعد مع القاعدين؟". و عن الإعداد السليم لأى معركة حربية يخوضها المسلم ضد أعداء الدين، يقول الله تعالى:
" و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم و اخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم" ]الأنفال، 8 : 60[.
و عند التدقيق فى الألفاظ التى حوتها الآية الكريمة نجد أن الإعداد للمعركة لا يكون بتوفير ما تيسر من القوى المادية فقط، و إنما هو إعداد إيمانى فى المقام الأول، يصحبه إستحضار لأسباب الإنتصار. و أحد هذه الأسباب هو مواجهة العدو بجسارة بحيث تقع فيه الرهبة من المؤمنين، و هذا هو "الإرهاب" الذى رخصه الله تعالى لعباده المواجهين لأعداء الدين. أما ما يفعله المجرمون و المأجورون و المرتزقة فهذا ليس له أية علاقة بالإسلام و لا بهذه الآية. انما كانت الآية القرآنية نبراسا لصلاح الدين بعد أن استعد و استتب له الأمر، فأراد أن يواجه الصليبيين فى معركة واحدة فاصلة لا تقوم لهم قائمة بعدها. و بالفعل، بعد انتصار "حطين" لم يقو الصليبيون على مواجهة المسلمين طالما كان المنهج الإيمانى الذى إنتهجه صلاح الدين يعمل به.
العبد الصالح ... والعدوالطالح
كان المرض الشديد الذى قد تعرض له صلاح الدين سببا فى أن تتم المعاهدة بينه و بين سيف الدين غازى. و كان هذا الحدث دليلا على سماحة صلاح الدين و نبل أخلاقه التى جعلته يتصالح مع ذلك الأمير المسلم الذى ظل معاديا لفكرة التوحد لفترة طويلة. و لما شاء المولى عز و جل أن يشفى صلاح الدين من المرض الذى كاد أن يودى بحياته، كان ذلك له وقع سلبى على سيف الدين غازى الذى كان يطمع فى خلافة صلاح الدين، و لكن لم يكن له أن يتراجع عن شروط المعاهدة التى كان قد أبرمها مع سلطان مصر و الشام. و قد إتصف صلاح الدين بالوفاء بالعهود و عدم نقضها. و لكن الوضع إختلف عندما أقبل الأمير الصليبى أرناط على إحدى غدراته بتعرضه لقوافل الحجيج فى نفس السنة التى وقعت بها موقعة "حطين"، اذ كانت لا علاقة له بالفروسية و لا الإنسانية، و لم يكن يحترم أى عهد أو ميثاق. و بالفعل سطى أرناط على قافلة للحجيج العزل، و ما كان ذلك بجديد عليه و لا على كل سفاح فى كل زمان و مكان. و بالنسبة لصلاح الدين، كان ذلك الحدث الإجرامى نقضا للعهد المبرم بينه و بين الصليبيين، فتحرك صلاح الدين فورا على رأس إثنى عشر ألف جندى الى قلعة الكرك و بدأ يدق أسوارها بالمنجنيق ليل نهار، ولكن مناعتها حالت دون سقوطها فى يده.
الحرب خدعة
و فى الواقع، لم يكن صلاح الدين قد عقد العزم على الإستيلاء على تلك القلعة، و انما أراد بمهاجمتها أن يصرف أعين الصليبيين عن جموع المقاتلين الذين بدأوا يتجمعون فى دمشق، حاضرين من الحجاز و اليمن و مصر و تونس، حيث كان الإعلان العام للجهاد فى سبيل الله قد أشيع فى شرق البلاد و غربها. و كان الأفضل بن صلاح الدين الأيوبى منتظرا لهذه الجموع فى دمشق، فأخذ ينظمها و يحرص على تدريبها انتظارا لعودة صلاح الدين الى دمشق. و نظرا للخبرات العسكرية التى كان صلاح الدين قد إكتسبها من عمه أسد الدين شيركوه و من قائده نور الين محمود فى الشام و مصر، فقد حرص هذا القائد المحنك على إخفاء وجهته الحقيقية للمعركة الفاصلة حتى لا يأخذ الصليبيون إحتياطاتهم. و من أجل هذا السبب كان صلاح الدين قد توجه الى الكرك بينما كان الأسطول المصرى يهاجم عسقلان ، و ذلك ليوحى لأعدائه بأنه يرغب فى فتح عسقلان و دخول بيت المقدس عن طريق البحر. و إمعانا فى التمويه، ينسحب الأسطول المصرى بقيادة حسام الدين لؤلؤ من أمام عسقلان و يتجه الى الشمال لضرب عكا. و بالفعل، تحركت فرقة تتألف من خمسمائة فارس بقيادة مظفر الدين كوكبورى و كانت مهمتهم شبه إنتحارية إذ كلفوا بضرب أمنع الحصون الصليبية على الإطلاق و هى عكا التى كان بها أفضل جند الأعداء من الداوية و الإسبتارية. و كان صلاح الدين يهدف بذلك الهجوم على عكا زعزعة نفوس جندها بشكل مؤثر. و خاض مظفر الدين كوكبورى موقعة من أشرس المواقع التى حدثت قبل "حطين"، فقد فيها ثلثمائة مقاتل من خيرة مقاتلى الشام مقابل موت ألف و خمسمائة صليبى من فرسان الداوية و الإسبتارية. و بذلك، إعتقد الصليبيون إعتقادا راسخا أن صلاح الد ين يهدف الى الإستيلاء على عكا، فأخذت قواتهم تتجمع فى عكا، فجاء جايل من بيت المقدس، و بوهيموند من أنطاكيا، و ريموند و أرناط بعد أن فك صلاح الدين الحصار الذى كان قد فرضه على الكرك. و تجمعت القوات الصليبية بالفعل فى مكان قريب من عكا اسمه "صافورية"، و هو يبعد ستة عشر ميلا عن هضبة حطين.
الإستعداد المتين لمعركة حطين
و عاد صلاح الدين الى دمشق و أخذ يتفقد الجموع القادمة فى سرية كاملة ، وبإعداد توافق نفسى و تنسيق بين الكتائب القادمة من كل البقاع الإسلامية، حرصا على تحقيق الإنتصار فى المعركة المنتظرة. وكان قدجاء من مصر خمسة عشر ألف جندىأرسلهم العادل، أخو صلاح الدين، و نفس العدد أيضا جاءوا من دمشق، ليتجمع لأول مرة مع صلاح الدين خمسين ألف مقاتل من خيرة فرسان الأمة الإسلامية.
ولكن، الجدير بالذكر أن نوعية الجند الذين تجمعوا لم تكن على شاكلة الجند الذين واجهوا الحملتين الصليبيتين الأولى و الثانية. لقد كان هناك إختلافا كبيرا بين الفئتين حيث أن الجند المعدون لخوض معركة "حطين" كانوا قد خضعوا منذ صغرهم لتربية إسلامية صحيحة، و وصلوا لدرجة كبيرة من اليقين بعد سنين طويلة اذ كان معظمهم من خيرة شباب مصر و دمشق و حلب و حمص و معرة النعمان و ديار بكر و الموصل و بغداد. و بذلك يكون صلاح الدين قد نجح فى تكوين توليفة من المقاتلين يصعب قهرهم.
و تواجد كل هؤلاء الجند المسلمون فى دمشق، بينما كان قرنائهم من الأعداء متجمعون فى صافورية. و شرع صلاح الدين فى ضرب عمق بيروت بضرب خاطف بغية إرباك الصليبيين وتمويههم عن مقصده الحقيقى من موقع المعركة التى يخطط لمواجهتهم فيها.
الخيرة للمؤمنين ... و الحيرة للصليبين
و بدأت اللحظة الحاسمة بوصول القوات الإسلامية الى موقع المعركة فى 16 ربيع الثانى من عام 583 هجرية. و كان الجند قد وصلوا الى منطقة الإقحوانة بعد عبورهم نهر الأردن الى الجنوب من بحيرة طبرية. و وصل بالفعل صلاح الدين الأيوبى الى الإقحوانة دون أن يتأكد أحدا من أعدائه اذا كان ينوى التوجه الى صافورية للقتال أم للبقاء فى ذلك الموقع، لا سيما أنهم كانوا فى أشد القلق من تنامى قوته العسكرية. وكان الأمراء الصليبيون يتساءلون اذا كان الأنسب لهم أن ينتظروا هجوم صلاح الدين أم أن يبادروا هم بالهجوم قبل أن يكون قد جمع قواته. و من هنا جاء الخلاف بينهم، فبينما كان جايل و ريموند يفضلان عدم التحرك من صافورية، خالفهما أرناط كالعادة نظرا لغطرسته و أصر على شن هجوم مباغت على صلاح الدين. و رغم أن الأميران الصليبيان الآخران أخذا يحذرانه من عدد و عدة صلاح الدين الا أنه كان يرد عليهما بغرور و وصف الجند المسلمون بالحطب إذ قال: "إن الحطب الكثير تشتعل فيه النيران أكثر!". و إن دلت سخرية أرناط على شيئ إنما تدل على غروره الذى سيدفع ثمنه حياته و هزيمة قواته أشر هزيمة حتى أن المؤرخون حينما يشيرون الى موقعة " حطين" فانهم لا يصفونها بالمعركة الحربية و انما "الزلزال". و قد كانت هزيمة الصليبيين فى حطين زلزالا بالفعل، زلزل كيان أوروبا كلها.
صلاح ... الدهاء و الحيلة
و فى صباح اليوم التالى حرك صلاح الدين قواته من "الإقحوانة" الى منطقة اسمها "تل كفر سبت". و كان على صلاح الدين أن يتخذ موقفا لإستفزاز القادة الصليبيين، فوصل الى قلعة "طبرية" و فتحها و لم يمكث فيها طويلا، بل تركها لإن زوجة ريموند كانت موجودة بالقلعة. و كانت خطة صلاح الدين هى إستثارة ريموند نفسيا حتى يتبع أرناط من "صافورية" الى المنطقة التى يستهدفها سلطان المسلمين و المسماة "تل حطين" كموقع للمعركة الفاصلة ضد الصليبيين. و طلب أرناط بشدة من ريموند و جايل اللحاق به الى "حطين"، و بالفعل تحركت قواتهم الى هناك. و لكن صلاح الدين كان قد أعد مفاجأة لأعدائه عندما قام بردم آبار المياة كلها على طول الستة عشر ميل من "صافورية" الى "حطين"! و بذلك يكون السلطان المسلم قد حرم أعدائه من مصادر المياة، و استفزهم على مواجهته عسكريا فى طقس حار من شهر يولية ، و أرهقهم بالتنقل من موقع الى آخر و هم محملين بقدر كبير من الأثقال نظرا للباس الحربى والمعدات العسكرية التى تعود الجندى الصليبى على حملها. و بالطبع، أدى كل ذلك الى إنهاك الجيش الصليبى عند وصوله الى "تل حطين".
و هكذا، وجد مائة و عشرون ألفا من الجند الصليبيون أنفسهم فوق هذا التل و هم على وشك الحرمان من المياة بعد نفاذ صهاريج الماء التى أحضروها معهم كمصدر إحتياطى. و كان ذلك هو اليوم الذى أذاقهم فيه صلاح الدين مرارة العذاب البدنى و النفسى التى طالما جرعوا المسلمين من كؤوسها. و على الجانب الآخر، كان المسلمون فى شوق الى اللحظة المنتظرة منذ واحد و تسعين عاما لتحرير المسجد الأقصى الذى كان هؤلاء الصليبيون قد حولوه الى ذريبة للخنازير! و إمعانا فى حكم خطته العسكرية، أرسل صلاح الدين ثمانية آلاف مقاتل بقيادة فروخ شاة خلف مؤخرة الجيش الصليبى لقطع عليهم خط الرجعة و منعهم من الهروب الى "صافورية" أو "بيت المقدس" أو "أنطاكيا" أو "طرابلس". و بالفعل، حدث صدام بين المؤخرة الصليبية و المقاتلون المسلمون فعرف الغربيون أن لا ملجأ لهم إلا سهل "حطين". و بالإضافة الى ذلك، أمر صلاح الدين بإشعال النيرا ن فى الغابات و المناطق العشبية المحيطة بالصليبيين. و ما كانت نتيجة كل ذلك الإحكام و الدهاء العسكريين الا أن إنسحب أحد القادة الصليبيون و وصل الى خيمة صلاح الدين قائلا له: "فيم إنتظارك؟ أقبل علينا لتنهى هذه المهزلة، نحن فى إنتظار الموت!". و استسلم ساعتها هذا القائد لجيش المسلمين.
و فى تلك اللحظة، إنطلقت فرقة من المصريين لتتسلل خلف خطوط العدو بغرض إحداث فتحات كبيرة فى الصهاريج لإخلائها من المياة. و إزاء هذا المأزق المفاجئ، توجهت كتيبة صليبية من فرسان "الداوية" و "الإسبتارية" الى بحيرة "طبرية" من أجل الحصول على الماء، و كان فى إنتظارهم تقى الدين عمر و قواته الذين أبادوهم عن بكرة أبيهم!
إزدياد الايمان ليلة الامتحان
و يتضح من كل ما سبق أن أسباب نجاح المسلمين كانت قد حضرت المسلمين قبل بدء المعركة. و بالطبع، كان ذلك نتيجة توجه صلاح الدين و من أعدهم من الجند المسلمين الى الله عز و جل، ثم الى حسن الإعداد الخططى لصلاح الدين عبر السنوات الطوال، إلى جانب توفر المهرة من القادة من أمثال تقى الدين عمر ، و فروخ شاة، و الأفضل بن صلاح الدين، و مظفر الدين كوكبورى، و آخرين من أبناء الجيل الذى كان قد عمل صلاح الدين على تنشأته النشأة الصالحة.
أما عن الإستعداد الأيمانى، فحدث و لا حرج. فمن ضمن ما كان ليلة المعركة اخذ أحد الجند يبتهل الى الله جل شانه قائلا: " الحمد لله الذى إختارنى لأشارك فى المعركة الفاصلة، اللهم أسألك الشهادة فيها، و أن تبر بقسمى بفتح المسلمين لبيت المقدس بعدها. و لنتأمل كذلك الحوار التالى بين جنديين أحدهما يتحسس ملابس أخيه:
"(الجندى الأول) : ما هذا الذى ترتديه؟ (الجندى الثانى) : إنه الدرع الذى يقينى سيوف و رماح الصليبيين. (الجندى الأول) : و الله ما هذا لباس من يريد أن يقاتل فى سبيل الله".
و ماكان من الجندى الثانى إلا أن خلع الدرع و إحتضن المقاتلان على أن يلتقيا فى جنات الفردوس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و الصحابة الكرام رضى الله عنهم. و هذا طبعا بالإضافة الى الأعداد الغفيرة التى قامت الليل بسورتى الأنفال و التوبة مرددة الآيات التالية:
" اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين و ما جعله الله الا بشرى و لتطمئن به قلوبكم و ما النصر الا من عند الله" ]الأنفال، 8 : 9 /10[.
"و ما رميت اذ رميت و لكن الله رمى" ]الأنفال، 8 : 17[.
و كانت المشاهد تحدث بأن معركة "حطين" سوف تصبح مثل المعارك المباركة التى خاضها رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحابته رضوان الله عليهم، و سوف يتحقق فيها النصر كما تحقق فى "بدر" أو "الخندق" أو "فتح مكة". إذن، فإن إحساس المقاتلين أنفسهم كان مختلفا عن إحساسهم عشية المعارك السابقة لإرتباطهم بالله تبارك و تعالى.
أما الشخصية الأهم على الإطلاق فى مثل هذه المواقف هى شخصية القائد صلاح الدين الأيوبى الذى لم ينم لثلاثة أيام ولياليها قبل المعركة إرضاءا لوجه الله العلى القدير، فهو يبتهل الى الله تعالى قائلا: " اللهم لقد انقطعت أسبابى الأرضية لنصرة دينك، و لم يبق لى غير الإخلال إليك، و التوكل عليك، و الإحتساب إليك، فحسبى الله و نعم الوكيل". و بعد صلاة الفجر، اخذ صلاح الدين يعد قواته و يرتبهم ميمنة و ميسرة.
و بناءا على ما سبق، فالمطلوب من كل منا أن يأخذ بالأسباب فى أى أمر من أمور الحياة ، ثم يتوكل على الله الرحمن الرحيم. و الأخذ بالأسباب لا بد و أن تصاحبه مظاهر الجد و التنفيذ العملى. و متى أقبلنا على بذل الجهد و التضرع الى خالقنا البارئ ، المصور، البديع، الكريم، أصبح النجاح و الفلاح حليف كل فرد فى أمتنا الغراء.
[/b][/center] | |
|