المنتدى الرسمي للشيخ رجب ديب حفظه الله تعالى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الرسمي للشيخ رجب ديب حفظه الله تعالى

عــــنــــدمــــا يـــجــــتـــمـــع الـــخــــيـــال مـــع الــــواقـــع فـــي تــــفــــكـــيـــر حــــر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أداب السؤال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Manager
Admin
Manager


ذكر عدد الرسائل : 16
العمر : 73
الموقع : http://www.rajab.ahlamontada.net
العمل : أداره
المزاج : مؤمن انشاء الله
تاريخ التسجيل : 17/07/2008

أداب السؤال Empty
مُساهمةموضوع: أداب السؤال   أداب السؤال Icon_minitimeالأربعاء يوليو 30, 2008 2:21 pm

السورة : الأحزاب
عنوان الدرس: آداب السؤال
التاريخ: 21/7/2008
الأية: يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً
رقم الأية: 63


للتحميل

لقراءة المحاضره:
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً.. وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا.. إنك أنت العليم الحكيم.

وبعد:

لمَّا لم ينته يهود المدينة عن عداء النبي -صلى الله عليه وسلم- قام – عليه الصلاة والسلام- في السنة /3 هـ/ بطرد بني قينقاع, وفي السنة /4 هـ/ طرد بني النضير وسلب أموالهم وبيوتهم, وفي السنة /5هـ/ بعد الخندق قام – عليه الصلاة والسلام- بقتل بني قريظة بعدما رضوا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ -رضي الله تعالى عنه وأرضاه-, وقضى على وجود اليهود في المدينة المنورة.

أما المنافقون فما ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قتل أحداً من المنافقين, وثبت أنه طردهم وأخرجهم من مسجده, وفُضحوا وعُرفوا بين الناس جميعاً بنفاقهم, خاصة بعد نزول سورة التوبة المسماة بالفاضحة لأنها فضحتهم وعرّت أخلاقهم.

والقصد من ذلك كلِّه القضاء في كل زمان على من يسعى لنشر الإشاعات في الأمة, والسعي لإفساد الطمأنينة في المجتمع والدولة.

ويلحق بالأحكام فيما سبق حكم من ارتدَّ عن الإسلام, فهذا يُستتاب أمام هيئة من كبار العلماء فإن عاد وأصلح وإلا فيقتل للحديث:

"من ارتدَّ عن دينه فاقتلوه".

ويستتاب في ثلاثة أيام, وقيل: في سبعة أيام, وقال بعضهم: بل خلال شهر.

والسبب في قتله أنه سيكون في كفره سبباً لإفساد المجتمع ونشر الضلال فيه, ولذلك لا بدَّ من أحد أمرين إمَّا إصلاحه أو قتله, وما ذاك إلا من حرص الإسلام على طهارة المجتمع ونقائه.

وأما في هذا الزمن فيكاد المسلمون يبلغون ما بشَّر به النبي -صلى الله عليه وسلم- بشأن اليهود:

"لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود فتقتلوهم, وحتى ينادي الحجر والشجر أن يا مسلم ورائي يهودي تعال فاقتله إلا شجر الغرقد فإنه من شجر يهود".

فكل من حارب الإسلام أو قاتل المسلمين أو أرجف أو أوقع الخوف فيهم فلابد من طرده ونفيه عن بلاد المسلمين, أو قتله حرصاً على مصلحة الأمة والدين.

ويؤخذ من الآية:

قوة الشخصية الإسلامية في نفس كلِّ مسلم, وإن المسلم الحق ليعلو على أهل الكفر والضلال والانحراف ولا يعلو عليه أحد من هؤلاء. وبناءً عليه فإن المسلم من إذا أراد أن يقلِّد فليقلِّد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنه ليس أعظمَ منه أحدٌ على وجه الأرض أبداً, والله -تعالى- يقول:

(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)[1].

وأما المسلم الذي يقلِّد نصرانياً أو يهودياً فإنه يخشى عليه أن يحشر معهم للحديث:

"من تشبَّه بقوم حُشر معهم".

وقد حذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من تقليد غير المسلمين فقال:

"لتتبعنَّ سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع, حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه". قلنا: من يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: "فمن إذن؟".

إن الفضل ما شهدت به الأعداء, فهذه عظماء الدنيا يشهدون بعظمة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-, كما أكَّد ذلك مايكل هارت في كتابه (المائة الأوائل) حيث بوَّأ النبي محمداً -صلى الله عليه وسلم- الدرجة الأولى على عظماء البشرية من عهد سيدنا آدم – عليه السلام- إلى الآن.

والحقيقة التي قام عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- هي محاربة العداوة لا محاربة الأعداء, والعظمة أن لا تقتل عدوك بل أن تقتل عداوته فتجعله محباً, قال -تعالى- في ذلك: (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ, وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)[2]. وأبو سفيان دليل على ذلك.

ولقد علَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- صحابته هذا الخلق العظيم لما قال لهم:

"أتدرون من الصرعة؟" قالوا: الذي يغلب الرجال ولا تغلبه الرجال. فقال: "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".

- اصطرع سيدنا علي مع بعض أعداء الإسلام فلمَّا جعله تحته يريد قتله بصق في وجهه, فقام عنه, فقالوا: لِمَ قمتَ عنه وقد مكَّنك الله منه؟ قال: كنتُ أريد قتله لأجل الله -تعالى-, فلما بصق في وجهي خشيت أن أقتله لأجل نفسي.

- وأُسر ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فرُبط بسارية من سواري المسجد فخرج إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ماذا عندك يا ثمامة؟" فقال: عندي يا محمد خير, إن تقتل تقتل ذا دم, وإن تنعم تنعم على شاكر, وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. فتركه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى كان بعد الغد فقال: "ما عندك يا ثمامة؟" قال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر, وإن تقتل تقتل ذا دم, وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. فتركه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى كان من الغد فقال: "ماذا عندك يا ثمامة؟" فقال: عندي ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر, وإن تقتل تقتل ذا دم, وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أطلقوا ثمامة" فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي, والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إلي, والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي, وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ فقال: لا ولكني أسلمت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.

وهذا موقف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة عندما وقع المشركون تحت يده أسارى فقال: "ما تظنون أني فاعل بكم؟" قال سهيل بن عمرو: أخ كريم وابن أخ كريم. قال: "لا أقول لكم إلا كما قال أخي يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم, اذهبوا فأنتم الطلقاء".

ويؤخذ من هذه الآية:

- أيها المسلم إذا اشتغل الناس بك فاشتغل أنت بالله, وإنه ليس خير من الخلوة بالله -تعالى-, ومن حوَّل قلبه إلى الله حول الله -تعالى- القلوب إليه.



(يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ)[3]:

لقد أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بدين التوحيد القائم على: وحدانية الله – رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم – الأخلاق – ذكر الله -تعالى-, وهذه الأسس الأربعة قامت عليها الدعوة بمكة المكرمة, إضافة إلى أمر هام جداً جداً وهو الإيمان بالبعث بعد الموت القائم على أن الثواب والعقاب لابد منهما غداً يوم الحساب (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ, وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)[4].

والله -تعالى- قال: (يَسْأَلُكَ النَّاسُ) ولم يقل: يسألك المؤمنون أو المسلمون. لأن المسلم المؤمن على اعتقاد بما يعلِّمه إياه النبي -صلى الله عليه وسلم-, أما عامة الناس الذي لم يؤمنوا فهم في شك من الساعة وفي ريب من البعث, لذلك كانوا يتردَّدون على النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألونه: متى الساعة.

والساعة ساعتان: أما الساعة الأولى فهي قيامتك وموتك أيها الإنسان, والساعة العظمى هي عند قيام الساعة على الخلق جميعاً. وفي الحديث:

"من مات فقد قامت قيامته".

فإذا كانت القيامة بعث الله الأجساد من جديد وبثَّ فيها أرواحها.

ويؤخذ من قوله -تعالى-: (يَسْأَلُكَ): ما يلي:

السؤال وأدبه ومتى وكيف يكون؟ والعمل بمقتضى الجواب.

فلا بد للسائل أن يكون عنده الاعتقاد بالمسؤول لينتفع من إجابته ويعمل بموجبها, ولا بدَّ من السؤال لأنه مفتاح باب العلوم, ومن لم يسأل أو لم يتعلَّم لخجلٍ أو كِبرٍ فهذا محروم من العلم للحديث:

"لا يتعلَّم العلم مستحٍ (مستحي) ولا متكبِّر".

قالت أم سُليم: يا رسول الله هل على المرأة من غُسل إذا احتلمتْ؟ قال: فأمسكتها أمُّ سلمة وقالت: ويحك فضحتِ النساء. ثم قالت أم سلمة -رضي الله عنها-: يا رسول الله وهل تحتلم المرأة؟ قال: "ويحك ولِمَ يشبهها ولدها؟" ثم قال لأم سليم: "نعم إذا رأت الماء".

لقد قدَّس الله أهل العلم ليعلم المسلمون كرامتهم, قال -تعالى-: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[5] فلأهل العلم الشرف والقدسية لأنهم حملوا نور الله وأسرار شرع الله, لذا قال الله -تعالى- فيهم: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[6], فأهل العلم هم خاصة الخاصة, وقد أوجدهم الله ليعلموا الناس ويبينوا لهم شؤون الدين والدنيا, والعالم الحق من لم يكن لأمر الدين فقط, بل ولأمر الدنيا أيضاً, غير أن من المسلمين من لم يعرف قدرهم ولا يعرف كيف يتأدب معهم, فلابد للمسلم من أن يعرف الأدب معهم, فهو مأمور من الله بصحبتهم والأخذ عنهم والتعلُّم من علومهم لقوله -تعالى-: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)[7] ولماذا قال الله -تعالى-: (أَهْلَ الذِّكْرِ) ولم يقل: أهل العلم؟ ذلك أن أهل العلم يتقيدون بالنص وقد يعنِّفون بالإجابة, أما أهل الذكر فبالإضافة إلى الأخذ بالنص ينظرون إلى حكمة النص ويتلطفون بالإجابة.

وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع بمنى للناسِ. فجاءهُ رجل فقال: لم أشعرْ فحلقتُ قبل أن أذبح؟ فقال: "اذبحْ ولا حرج". فجاء آخرُ فقال: لم أشعرْ، فنحرت قبل أن أرمي؟ قال: "ارم ولا حرج" فما سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم- عن شيء قُدّم ولا أُخّر إلا قال: "افعل ولا حرج".

وسأل رجل يمني ابن عمر عن استلام الحجر فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله. فقال له الرجل: أرأيت إن غلبت عليه أرأيت إن زوحمت فقال ابن عمر: اجعل أرأيت في اليمن.

قال سيدنا عمر -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- للحجر الأسود: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع, ولولا أني رأيت رسول الله يقبِّلك ما قبَّلتك. فقال سيدنا علي –كرم الله وجهه-: بلى والله يا أمير المؤمنين إنه ليضر وينفع, فقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ليبعثن الله الحجر يوم القيامة وله عينان ينظر بهما ولسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بحق‏".

قال شاعر على لسان سيدنا عمر رضي الله عنه:

الحجر الأسود قبَّلتـه بشفتي قلبي وكلِّي ولــه

لا لاعتقادي أنه نافـع بل لهيامي بالذي قبَّلـــه

محمد أطهر أنفاســه كانت على صفحاته مرسله

قبَّلتُ ما قبَّله ثغــره الناطق بالوحي ابتغاء الصله

ومن آداب السؤال:

1. أن يأتي السائل فيسأل المعلِّم بنفسه, لا أن يرسل إليه: فذاك من قلَّة الأدب, والسبب أنَّ المعلِّم يسأل السائل عن حيثيات المسألة حتى يعطيه الجواب والفتوى بشكل صحيح.

2. أن يكون السؤال واضحاً غير ملتبس: لأنَّ الإجابة تكون على قدر السؤال.

3. أن يكون السؤال للاستفسار والتعلُّم لا أن يكون من باب محاججة العالم واختباره ومعرفة مدى علمه فذاك لا يصحُّ ولا يجوز لما فيه من التقليل من قيمة المعلم والعلم, كمن يسأل: ما الشيء الذي طاف حول الكعبة دون روح؟ وما اسم أم موسى – عليه السلام-؟ أو غير ذلك.

4. أن لا يسأل أكثر من عالم عن السؤال: فمن سأل أكثر من عالم قد يسمع أكثر من إجابة حسب مذهب الشيخ أو العالم المسؤول, ممَّا يوقعه بالحرج, ويتَّهم العلماء بأنهم يحرِّجون على الأمة, والواقع أنه هو الذي أحرج نفسه وحيَّرها. وقد قال سيدنا علي -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- لكميل:

(ولا تقولن عنده: قال فلان, بغير ما قال).

ومن سأل عالماً لقي الله سالماً.

5. أن لا يُكثر من الأسئلة على المعلِّم: حرصاً على راحة المعلِّم وحفاظاً على وقته, على أن يكون السؤال بين الحين والآخر, وفي الحديث:

"ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم, فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم, وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه"[8].

ومرة صعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المنبر وقال: "سلوني فلا تسألوني عن شيء إلى يوم القيامة إلا حدثتكم" فقال عبد الله بن حذافة: يا رسول الله من أبي؟ قال: "أبوك حذافة" فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال عمر: رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد - صلى الله عليه وسلم- نبياً, نعوذ بالله من غضب الله ورسوله.

6. أن لا يسأل عمَّا لا ينتفع به: قال -تعالى-: (لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)[9].

7. أن يهيء نفسه للعمل بالإجابة: فلو سأل عن حكم شرعي فعرفه فقد وجب عليه العمل بمقتضاه وإلا فإنه يقع في الحرام.

8. أن لا يسأل بالألغاز من أجل أن ينال من مكانة أحد من الناس أو العلماء, ولا بد من الوضوح في السؤال.

9. أن يسأل لنفسه لا لغيره, من أجل أن يستفسر العالم منه كما أشرنا في البند الأول, وقد ورد أن سيدنا علياً رضي الله عنه كان مذَّاءً فاستحيا أن يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- لمنزلته من ابنته فأرسل المقداد يسأل عنه: هل على الرجل من غسل إذا أمذى؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "قل لعليٍّ: ما عليه من غسل".

ومرة صلَّى النبي -صلى الله عليه وسلم- الظهر ركعتين فاستحيا الصحابة أن يسألوه وكان فيهم ذو اليدين فدفعوه ليسأله فقال بكلِّ أدب: يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "كلُّ ذلك لم يكن" ثم قام فأتى بركعتين.

10. إذا أخذ السائل جواباً على سؤاله أن لا يعمِّمه على الناس: وذلك لاختلاف أحوال الناس, وكلُّ سائل يأخذ الفتوى حسب حالته. فالعلم لمن طلبه, والفتوى لمن سأل عنها لا للغير.

11. أن يكون السؤال يفهمه العامة والخاصة. قال سيدنا علي -رضي الله تعالى عنه وأرضاه-:

"حدِّثوا الناس بما يعرفون, أتحبُّ أن يُكَذَّب الله ورسوله؟".

12. أن لا يسأل عن شيء حلال أو مباح قد يسبِّب التحريم على العامة: جاء في الحديث:

"إن أعظم المسلمين جُرماً من سأل عن شيء لم يُحرَّم على المسلمين فحُرِّم عليهم من أجل مسألته".

وقال سيدنا عمر -رضي الله تعالى عنه وأرضاه-:

"أحرِّج الله على رجل يسأل على شيء لم يكن فإنَّ الله قد بيَّن ما هو كائن".

وقيل: لا تكثروا التدقيق لأنه قد يفضي إلى ما وقع لنبي إسرائيل إذا أُمروا أن يذبحوا بقرة, ولو ذبحوا أيَّ بقرة كفتهم ولكن شدَّدوا فشدَّد الله عليهم.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

"ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة السؤال واختلافهم على أنبيائهم, فإذا أمرتكم بأمر فَأْتوا منه ما استطعتم, وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه"[10].

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

"ما أحلَّ الله في كتابه فهو حلال, وما حرَّم فهو حرام, وما سكت عنه فهو عفو, فاقبلوا من الله عافيته, فإنَّ الله لم يكن ينسى شيئاً" وقرأ -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً)[11].



وصلى الله على سيدنا محمد .. وعلى آله وصحبه وسلم

والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.rajab.ahlamontada.net
 
أداب السؤال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الرسمي للشيخ رجب ديب حفظه الله تعالى :: «»«»«»«» منتدى الشيخ رجب حفظه الله «»«»«»«» :: الصوتيات-
انتقل الى: